منتدى المحكم الدولي المستشار/ محمد جلبي
عزيزي الزائر الكريم اهلا ومرحبا بك

نشكرك علي مرورك الكريم ونود ان تشاركنا برأيك في مواضيع المنتدي ونرحب بتسجيلك عضوا بالمنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى المحكم الدولي المستشار/ محمد جلبي
عزيزي الزائر الكريم اهلا ومرحبا بك

نشكرك علي مرورك الكريم ونود ان تشاركنا برأيك في مواضيع المنتدي ونرحب بتسجيلك عضوا بالمنتدى
منتدى المحكم الدولي المستشار/ محمد جلبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حرب توتة الخاصة - قصة قصيرة - احمدمحمدجلبى

اذهب الى الأسفل

حرب توتة الخاصة - قصة قصيرة - احمدمحمدجلبى Empty حرب توتة الخاصة - قصة قصيرة - احمدمحمدجلبى

مُساهمة  ahmed الثلاثاء يونيو 07, 2011 3:22 pm

[]] كنت قد استيقظت فزعة ومدفعية السفن البرتغالية تقصف منزلنا ،هرولت إلى المطبخ حيث كانت أختي حنان تعد طعام الإفطار وصوت القذيفة يطـن في رأسي وأنا أسير نصف نائمة ، متصورة أنني مصابة وأن الدم لوث بيجامة النوم لأجد حنان تبتسم مشجعة وكأني لا أنزف أمامها وتبادرني بقولها ــ: ها الأمتحان الساعة كام .
أدركت وقتها أنني أحلم وأن التاريخ قد دخل في بعضه ، مع كثرة المذاكرة والقراءة للحروب ، تصور عقلي الباطن ، قصف السفن للشواطئ العربية في كلوه وممبسه وباقي ساحل الصومال حتى وصل لبيتنا في المعادي! وأنا أتناول البيض والقشطة ، راجعت ما سمح به الوقت، ووجدتني أفر ألف ومائة عام بالتمام والكمال ولا أدري لماذا كان ذهني منشغـل تماماً وقد ارتسم أمامه "طبجية المدافع البرتغالية "وهم يقومون بتعمير مدافع الأسطول لقصف الشواطئ والدخان يتصاعد من فهواتها ليغطي الوجوه ووجدتني أصرخ رائحة البارود ، رائحة الموت . في دخله حنان وهي تقول: ينهار حرقتي الجنز بتاعك .. حتروحي إزاي دلوقتي .
وفعلاً كان الشياط قد عبئ المكان وانثقب البنطلون في النصف بشكل لا يمكن أن أدعي معه إنه موضة، ألقيته جانباً لأخذ غيره أسود ، حتى لـو أحترق "ميبنش".
إلا أن حنان انتزعته انتزاعـاً وهي تقول: خلصي نفسك أنتي وإلبسي اللي فوق، على بال ما أكوي اللي تحت .
****
كانت اللجنة كخلية نحل ، تطـن بأزير الأصوات وكأنها ترانيم الصلوات أو الدعوات في لغة غير مفهومة مختلطة الرطانة ، الواضح منها فقط صياح المراقبين بصوت عالي: بس .. بس مش حنوزع ورق إلا لما الكل يخرس ويتهد، أنتو عيال ، أنتو كبار ، بس ؟ ومع تنامي الأصوات أطل دوي المدفع في رأسي وقد تضاعف حجم الصوت حتى ابتلع في داخله كل الأصوات وفجأة أصبحت لا أسمع شيئاً وحل صمت ترقب مفاجئ محل الصخب وتقارع الأدراج والطاولات وتقدم الكراسي وتأخرها وفي لحظة وجدت أمامي المدافع تتحرك للمواقع الأمامية والرجال قد انكبوا على صب البارود وشحن المدافع بالدانات ومع توالي وتتابع انطلاقات المدافع ، بدون وعي اشتركت يدي بالقلم ترسم على الأسطر الحروف وتسجل الأحداث ، أوامر بلغة السؤال ألغـاز وطلاسم وضح أجب ، أروي .. ما بين دون سباستيان وهو على صهوة جواده يقسم فرسانه الإيطاليين والألمان والبرتغاليين على شكل حربة ضد المغاربة عرب وأمازيغ يقاتل محصوراً بين الوديان ومخازن المياه والمنصور الذهبي وقد جمع قواته على شكل هلال ، يرفع مدافعه ويواجه جيش البرتغال ، بالنار والناس والحديد ، كان الطلبة قد شرعوا مع أقلامهم ومساطرهم يحركونها ذات اليمين والشمال حركة السيوف والحراب والبنادق ومع دوران الشمس أمتلأت أرض اللجنة بأمواج من البشر المتلاطم والمتلاحم وحلت صفوف المقاتلين محل صفوف الكراسي ببنادقهم وخيولهم وصدامات الكتل الحربية والتراب الثائر يخبئ الضوء والحر القاتل يصرع الجنود صرع الرصاص والنار والمياه تندفع لتحصرهم وتحصدهم في الوادي الضيق بين الجبال ويتساقط الفرسان ويموت الملك سباستيان غريقاً في ماء النهر وتدوي أصوات المدافع معلنة انتهاء القتال ويصيح المراقب : انتهى الوقت ، انتهى الوقت ، سلم ورقة الإجابة ، مع هرولة المراقبين وتنازع الطلبة الأوراق معهم تنازع المنتصر والمغلوب.
أفقت على صوت زهورـــ : توتة ، عملتي أيه .. حليتي أيه.
ـــ: أسكتي ملحقتش أراجع حاجة . ـــ: تراجعي أيه دا أنتي مبطلتيش كتابة ولو لثانية واحدة ومليتي الورقة وش وظهر . ـــ: أنا؟؟ اللي هو أنا يعني . ــــ:أيوه يا توتة دا المراقب التخين كان بيجي جنبك ويقرأ من ورقتك وبعدين يشاور عليكي ويقول أهوه، كده العيال المذاكرة.
ــــ: مسمعتوش بيقول كده خالص.
ـــ: أنتي مكنتيش واخدة بالك ولا بتخزي العين ؟!
سكت ، الواقع أنني لم أعرف ماذا أقول ، كانت أصوات المدافع لا تزال تزأر في رأسي وكنت ألهث كأنني أجري حول الأستـاد ومع محاولات التذكر ،عرفت أنني ربما أجبت جيداً في هذه المادة ولم يكن من الممكن تغير شيءً الآن.
*****
سنحت لي فرصة الحديث مع الدكتور/ عبد الله بعد ظهور النتيجة بأكثر من أسبوعين قال لي: أنتي الطالبة التي أخذت في مادتي( عشرين على عشرين ) "وكنت أعلم ذلك بالطبع" غير أنه استطـرد فقال : لابد أن تكملي للماجستير فقد أعجبني سردك لمعركة وادي المخازن ... و"حتى اللحظة" لم أعرف كيف كنت هناك في قلب المعركة !! غير أنني ومع انجلاء غبارها عن نصر كبير كنتُ أيضاً من الرابحين.
أحمد محمد عبده جلبى
باحث – معهدالبحوث والدراسات الإفريقيه
جامعة القاهره
نشرت بالاهرام المسائى في 6/8/2007
نشرت بمجلة نادى القصة العدد118/مايو2010 ص78

ahmed

المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 05/06/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى