منتدى المحكم الدولي المستشار/ محمد جلبي
عزيزي الزائر الكريم اهلا ومرحبا بك

نشكرك علي مرورك الكريم ونود ان تشاركنا برأيك في مواضيع المنتدي ونرحب بتسجيلك عضوا بالمنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى المحكم الدولي المستشار/ محمد جلبي
عزيزي الزائر الكريم اهلا ومرحبا بك

نشكرك علي مرورك الكريم ونود ان تشاركنا برأيك في مواضيع المنتدي ونرحب بتسجيلك عضوا بالمنتدى
منتدى المحكم الدولي المستشار/ محمد جلبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة قصيرة - التركى حامل الرأس - احمدمحمدجلبى

اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة - التركى حامل الرأس - احمدمحمدجلبى  Empty قصة قصيرة - التركى حامل الرأس - احمدمحمدجلبى

مُساهمة  ahmed الإثنين يونيو 13, 2011 10:41 am

التركى حامل الرأس يقبع فى أحد الغرف ، معروضاً وقد ارتدى زيه الحربى العتيد ، الفارس من القرون البعيدة الماضية زيه هو ما لفت نظرى أول الامر ، تخيلته وقد دبت فيه الروح ، يتجول وسط القلعة وفى طرف رمحه الظافرشارة تدل على فرقته الحربية ، ما معنى البطاقة الدالة على عصرهُ ، هو لم يكن حقيقياً فى يوم من الأيام ،تمثال شمعى قصد به إعمال خيال الزوار لكنه رغم ذلك ، كان به شئُ حقيقيّ، تلك اليد القابضة على عنق الرمح ، تلك النظرة الشرسة الفتية ، ذلك الصدر المنفوخ بالهواء تحيط به دوائر الحديد وساعده المتين وقد تعلق الدرع بقصبته ، أدركت ان شاكلته تلك لم تتكون في عقل النحات من الكتب وحسب لا بد لخيال من قضمة صدق ، اين تراه رأى ذلك .. في اليقظة ورحل العقل خلف سرد الكلمات ووصف حكاء القلعه لهيئة فرسان المنصور والأشرف، في كابوس الخوف الجاثم على قلبه حين تفوه بعبارات الشتم، للمجالس على كرسي ولايه الصدر الأعظم وقناديل الدرك تدكٌ الأبواب ، بحثاً عن هـارب من عدل البيك ـــ:من نحت التمثال الواقف بالبهو العثماني يمثل حرس السلطان او الوالي؟ ـــ:تسأل عن فنان التمثال!! هي أعمال بلا أسماء صانعيها ، الواقع أنها تعود لأكثر من قرن، حين اهتمت الدولة بتزيين القاعات وإحياء اماكن التاريخ ، كان يردد محفوظات الهُ تسجيل كالتمثال، لن يزيد عن عموميات الشكل قطره علم .. هوالأخر احفوره ، خازن اسرار التاريخ ، انسحبت بهدوء من جلبه شروحه وتمثلت خطوات التراجع حتى انتهى بي البهو الي زنزانه ، كبل الحديد ساق تمثال المحكوم عليه ،كانت قضيته أن شرع في فك زمام الخيل المجلوبة لفرسان الجبل، بقصد السرقة !! كان يحاول ان يسترد ما سلبه النهابة في غارتهم الأخيرة على أولاد الناس، وربما كان يفر من قطعان الجلبان وما اكثرهم في ذلك العصر .. وكل عصر الزمن لم يخفي خدوش التمثال واثار التعذيب، اخاديد طويلة كالحه على الفخذ والوجه والصـدر أيعقل حقاً أن يعيّ المثال رنه الألم في مكان كهذا، ويعود بإحساسه لدار فنى سكانها بكل جبروتهم وطغيانهم وضحاياهم ! قدرة العقل غير المفسرة على إدراك ما لا يدركه الوعي ، وكأنه رأى تأثرى بالمشهد، أسـرع يقول : لا تصدق ،إنْ هو الا خيال فنان أراد التأثير على الزائرين ، حسناً ، اجدك أميـل إلى تصديق ما تـرآه ، تجاهل ، انت هنا للفسحة تزور مكاناً وترحل بخيالك في الماضي لترى كيف كانوا يعيشون ، انظر إلى طراز العمارة ونافورة القاعه وكرسي العرش والدروع العملاقة ... كانت زنزانة رطبة ،اصطف عشرات المعتقلين على الجانبين ، أخرجوهم من الزنازين ليوقفوهم في الممر، حيث تشاهدهم بعثه الموفوضية ، السياسه تلعب دورها في أحيان ، فأنا أول سورى عضو في منظمة دولية تسمح لها سلطات الاحتلال الصهيونية بزيارة المعتقلين منذ انتفاضه الحجارة... دائـره من الأضواء الكـاشفه ، ترصد تحـركـاتى ضمن الوفد ، شعور قـاتل بالرقابة ، صدحت لهـجتي الشامية في الأروقه تحت الأرض، أصـررت على الحديث بالعربية، وشـكلت في اللهجات مـره مصـرى ومرة عراقى (عراكى ) ومرة خليجى نكايه في الجنرال عمنشتاخ الذى اصر أن يتحدث افـراد المفوضية بالأنجليزية قال لي إيصارى كمال بلهجه أبناء الأسكندرونه ـــ: كف يا عبد القادر .. لقد تعبنا كثيراً جداً لنحصل على هذا الأذن بتفقد السجناء ... هاكذا أنتم يا عرب لا تفكرون في غير الاستفـزاز، لم أجبه كانت حماستى وصوتي قد أشعلت في صدورهم ومضة انتفاضة المقهور، تحدى الظالم المستبد، شعرت أن جموع الحرس قد بدأوا في تشديد قبضاتهم على أسلحتهم، ارتفعت الأصوات، ولم تكن أصوات شكوى ، لم تكن لحظة ضعف واستجداء .. جئناكم لنسمع شكواكم، هل يعذبونكم ، هل .. كانوا يهتفون بأقوى قدرة على التحدى، أصبح إدخالهم الزنانزين مره اخرى في غاية البشاعة ... صورنا ذلك وانتزعوا منا الأقلام والساعات والهواتف، انتزعونا من وسطـهم مـن هتافات الثوره واللعنات على إسرئيل ماذا تريدون... ألا أحدثهم الا من خلال مترجم .. أصر رئيس البعثه على ألا اذكر ذلك في تقريرى في مقابل ألا يوجه لى الـلوم .. وعـلمت ان العضو التركى إيصارى قد تمسك بإتمام الزياره دون إستبعادى من الفريق وهدد الإسرائيلين بالعديد من العواقب الأعلامية ، حملت عدداً من الجرائد والمجلات العربية لاعطائها للمعتقلين، كنت اعـلم انه بأنتهاء الزياره سوف يجمعونها، كنت اعلم ايضاً انها سوف تقرأ وتحفظ في ذاكره اولُ متلقـى وسيعملون الأن ما تغير في الدنيا فقد مات الملك وجاء السفاح الى السلطة وهبط الماغول الى بغـداد.. وأطلّ من داخل ثنايا الأسوار عـدة اطـفال ـــ بين السنتين والخمسة ـــ وراح التركى يسأل مشرفة المعتقلات عن كيف تحتمـل سجـن رضيعة....؟؟ كان يؤدي عمله بمهنية ، أحسده ، ظلت صوة اطلالات الأوجه من خلف الحواجز والمتاريس وقبضـات الصهاينة تـزورنى في كل الأوقـات مثلها مثل أوجه تماثيل الشمع ،الفرق فقط أن أماكنهم الأن لم تصبح تاريخيه بعد ، تكرار للماضى الحاضر في كل الأوقـات الصعبة ، تلك المرأة الحامل حملتنى رساله لذويها في ( رام الله ) لم اعرف كيف أوصلـها، فقد رفضت السلطات المحتلة السماح لنا بتخطى الأرض الى الضفة ، وقال لى التركى ألا أصر وأن المهم هو الحصول على قوائم بأسماء المعتقلين الذين فى حوزة إسرائيل والتى ترفض إعطاءنا إياها كامله ،أجبته ساخطاً :{ كأن الجدل غاية وليس ايجاد الحلول ، اسمع منى (ولاك) سأحل مشكله القوائم الناقصة مع الاحتلال وأنت تحمل الرسالة لأهل السيده الحامل }...، لم يكن من العسيرعليّ الوصول الى القبوة تحت القـلعه هنا .. كان يمارس استنطاق المملوك العاصى لأمرالـوالى بأمر وخـبر المتأمرين على حكمه ، كانت رائحة المكان مقبولة بعطنها ... راح يشرح لى كيف أن مياه الأبار كانت تغمر جدران الغرف الضيقة ، وكان الواحـد يكبل من ذراعيه ويعلق في السقف لمدة ، حتى يُنهك جسده وتنهش المياه الحامضة نصفه السفلى ، عندها .. وصمت المرشد السياحى فقد كان كلانا يعرف تتمة كلام السادة...، لازال الحارس الشمعى يقلب في وجهى نظره أحسده ،الأن هو جزءٌ من ديكور اللحظة ، لا يقهر أحداً لينال مال السلطان ويأمن غضبهُ ، تخطى التركى الأعراف الدبلوماسية فكونه موظف دولى لا يعطيه الحق في كسر بروتوكولات اللعبة لـكنه أفلح وجاء الدور علي ، لم أهدأ حتـى حصلت بعثتنا على قوائم أسماء المعتـقلين كاملة .. أسماء نساء ورجال واطفال ـــ اكثر من خـمسين ألفاً منذ التسعـين وحتى الأن – كانت ترفض لتعذب عائلاتهم بهم، ليظـلوا جاهلين بمصير المعتقلين، كان رئيس البعثـة أوروبـى حذر جداً ... لم يتعود على سخونة أجوائنا ودمائنا ، نعم !! عيب فى التركيبة ، تركته يتحادث في الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية ، عن انجازات الزيارة وكيف انتهت ويبرهن للعرب أنه يمكن اخذ الحـق بالحرفة ، مشوار الصباح قصير، أفضى بى الى جامع السلطان حسن ، أخبرني حين رأيته أنه آت لتوه من عمان .. قصد الفندق وعرف أين أقضى فـترة الأجازة الإجبارية ـــ : هل وصل المكتوب لأهل المعتقله ـــ : لا.. حتـى تخبرني كيف إنتزعت قوائم بأسماء كاملة فالآمر بينك وبين رئيس المفوضية لا يعلمه باقى الأفراد ..؟ همست ــــ:هددت مندوب اللجنة الدولية أنى في المؤتمر الصحفى سوف أعـلن ان الأسماء المفقودة والمغفلة وجدت أصحابها مقـتولين في سجون الاحتلال وأن لدى قائمة بأسماء القتلة فـرداً فـرداً عسكريين وسياسيين فسلمونا أسماءالمعتقلين وحالاتهم وأين هم وتحققنا من ذلك . صفق إيصارى بيده : عمل رائع....ـ: وأنت..؟؟ ـ : لا لا طائل قلت لك من قبـل إنهـا حالات الحرب فالعربيـدة كانت ترقص عـاريه امام هيرود رشـق رصاصها رجال الأسـره وأحرق القرية وجزت رأس الأب، أخبرها يا عبد القادر .. ان استطعت .
أحمد محمد جلبى
باحث- معهد البحوث و الدراسات
الإفريقيه – جامعه القاهرة
نشرت بالاهرام المسائى في2/5/2010

ahmed

المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 05/06/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى